الجمعة، 25 يناير 2013

جريمة كويتا الحقد الوهابي اللامتناهي

تأتي الجريمة الجديدة التي ارتكبتها الجماعات الوهابية التكفيرية في مدينة كويتا الباكستانية، والتي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد من الطائفة الشيعية  بالإضافة إلى مئات الجرحى، لتعبّر عن الحقد الذي يستوطن في نفوس هذه الجماعات، والانسياق القاتل في إطار المشروع الأميركي الصهيوني لنشر الفتنة بين المسلمين وتمزيق صفوفهم فقد امسی واضحا ان الوهابية التكفيرية وبدائلها التي تتخذ مسميات مختلفة مثل سلفية  القاعدة، طالبان، دولة العراق الاسلامية، جبهة النصرة، عسكر جنجوي وغيرها قد انيطت بها وظيفة خدمية لفائدة المشروع الغربي ــ الصهيوني وهي تمعن قتلا وتدميرا وتمزيقا في صفوف الامة بانحاء العالم الاسلامي ومن الواضح ان هذه العقيدة المنحرفة  باتت تلقى ترحيبا منقطع النظير لدى زعماء الاستكبار العالمي والصهيونية البغيضة  کما انها صارت تحقق “المتعة للقتلة المتطرفين الذين لم يعد يسعدهم شيء سوى سفك الدماء البريئة وتطاير الرؤوس والاشلاء بفعل السيارات او الاجساد المفخخة يمكن القول انه الارهاب  الوهابي في باكستان اشبه بالحالة الجديدة رغم انه بدء منذ ثمانينات القرن الماضي عبر  نشر هذا الفكر التكفيري عبر  الشباب السعودي الوهابي الذاهب للجهاد في افغانستان مرورا بباكستان بعد ان بدات الوهابية بدعم هذا الفكر الشاذ بالاموال وبالكتب والمساجد الامر الذ ي ادى الى القتل والتفجيرات الطائفية هناك حيث لم تكن باكستان تعرف الطائفية حيث ان  الشيعة والسنة يعيشون بسلام ووئام ومصاهرة فيما بينهما الى ان اتت الوهابية ونشرت الفتنة والقتل الطائفي  في هذا البلد الذي  يضم ثاني اكبر تجمع للشيعة في العالم بعد ايران وكان نصيب الطائفة الشيعية  النصيب الاكبر من هذه الجرائم الارهابية والثابت انه هذا الفكر الاجرامي الذ ي استباح الارواح البريئة في كويتا هو نفسه الذي  يحاول ان يتغلل في  العراق واليمن ولبنان وسوريا لكن من المؤكد انه
السحر سينقلب على الساحر یوما ما إن آجلا او عاجلا

مفهوم الجهاد عند الوهابية

اهل السنة في العراق يجاهدون اهل السنة في افغانستان يجاهدون السنة في الشيشان يجاهدون السنة هم اهل الجهاد بينما الشيعة حرام عندهم الجهاد هكذا يتفلسف ويتفاخر الوهابيين في منتدياتهم ومواقعهم وهنا اريد ان استعرض عن الجهاد والمقاومة وفق مفهوم الوهابية ووفق الجهاد الصحيح اولا اي بلد يتعرض لاحتلال وعدوان طبيعي ان يكون فيه مقاومة لهذا الاحتلال اي يكن دين او مذهب هذه المقاومة مثلا خلال الاحتلال النازي لفرنسا تشكلت المقاومة الفرنسية لمقاومة هذا الاحتلال حتى تم تحرير فرنسا وفي الفيتنام التي هي ذات طابع شيوعي نجحت المقاومة الفيتنامية في تحرير بلادها من الاحتلال الاميركي وتكبيدها خسارة قدرت بمليون قتيل فهل فرنسا وفيتنام بلاد وهابية ومقاومتها وهابية حتى يكونو هم من اهل الجهاد ثم نجد على الجانب الاخر ما يسخر منه الوهابية واعلامهم نجد الشيعة في جنوب لبنان قاومو الاحتلال الاسرائيلي عبر حزب الله لمدة 20 عاما حتى نجحو في تحرير الجنوب عام 2000 دون قيد او شرط ورغم ذلك الوهابية يعتبرون ذلك مسرحية بين اسرائيل وحزب الله وصولا الى حرب تموز 2006 التي كان الوهابية فيها على مواقعهم ومنتدياتهم متناقضون فيها فيها تارا يصفوها بانها مسرحية اطلقو عليها اسم الوعد الكاذب وتارا يشمتون بالطرفين وفخار يكسر بعضه شيعة او رافضة ويهود يقتلون بعضهم البعض وايضا ما كان الاعلام يتجاهله وخاصة الاعلام الوهابية عن مقاومة الشيعة في العراق للاحتلال الاميركي كان فقط يركز على عمليات في مناطق السنة في العراق ويتجاهل العمليات التي كان يقوم بها الشيعة في العراق وخاصة تنظيم عصائب اهل الحق التي باعتراف الاحتلال الامريكي كانت تنفذ 70% من العمليات ضد الاحتلال الاميركي كل ذلك في محاولة من الوهابية تصوير الشيعة انهم لايجاهدون في سبيل الله لست ادري هنا هل مفهوم الجهاد عن الوهابية هو ايضا عبر تفجيرات بالشيعة ايضا ربما لكون الشيعة كفار روافض مشركون بنظرهم ويجوز قتلهم مثل قتل الشيعة في باكستان والعراق وايضا عبر الهجمات في نيويورك ولندن ومدريد وخطف وقطع روؤس الرهائن الغربيين هذه العمليات الاجرامية التي لا تمت للدين بصلة شوهت الاسلام عند الغرب وجعلته يعتقد انه الاسلام دين الارهاب والاجرام فهل يجب على الشيعة ان يقطعو الرؤوس وينفذو تفجيرات في اوروبا حتى يصبحو من اهل الجهاد

من خرافات الوهابية اسطورة البرقعي

من الشخصيات الاخرى المثيرة للجدل التي يتباهى بها الوهابية وعلمائهم وكتبهم ومواقعهم  ومنتديتهم المدعو ابو الفضل البرقعي الذي وفق علمهم هو كان عالم شيعي ايراني كبير من علماء قم واهتدى للسنة والف  كتاب كسر  الصنم بل حتى يقولون انه اكبر من مرجعية الخميني ومعاصر للامام الخميني وزميله ووفق مصادر الوهابية هذه نبذة عنها فمن هو وفق  الوهابية

آية الله العظمى السيد أبو الفضل إبن الرضا البرقعي من سلالة الحسن رضي الله عنه. كان من أقران الخميني، بل أعلى مرجعية منه في مذهب الشيعة. خرج من التشيع و أعلن السنة في عهد الشاه.هو من أهل قم و قد أقام أجداده منذ ثلاثين جيلاً فيهاً، و كان جدّه الأعلى موسى المبرقع ابن الإمام محمد التقي بن سيدنا على بن موسى الرضا -عليه السلام- و قد وفد إلى قم و قبره الآن مشهور في قم. و لأن نسبه يصل إلى موسى المبرقع فيقال له البرقعي و لأنه يصل الى سيدنا الرضى سلسلة نسبه و شجرة عائلته كما وردت في كتب الأنساب.طلب العلم فى قم عند آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي و آية الله حجت كوه كمره اى، و آية الله السيد أبو الحسن الاصفهاني و الحاج الشيخ محمد علي القمي و ميرزا محمد السامرائي و الحاج الشيخ عبد النبي الاراكي و القاسم الكبير القمي، و آية الله شاه آبادي و عدد من العلماء الآخرين. و له عدة إجازات من آيات الله في إيران.

وهنا نتسائل كيف يكون هذا البرقعي من سلالة الحسن عليه السلام عنه وجده موسى المبرقع هو ابن الامام محمد التقي بن سيدنا علي بن موسى الرضا ولنكمل نحن فهذا يعني انه ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين عليه السلام!فهو من سلالة الحسن ثم جده من سلالة الحسين والحسن والحسين اخوة والطريف انه لم ياتي بشيئ جديد في  كتابه كسر الصنم وانما اتى بالأحاديث الضعيفة و الغير معتبرة واوهم القارئ بأن هذه هي عقيدة الشيعة و ادلتهم و الأيات التي ذكرها قد فسرها وفق تفاسير الوهابية التي تناقض نفسها ، واذا قرات بداية الكتاب سوف ترى شئ عجيب اذ يقول الكتاب ان البرقعي من كبار العلماء ولكنه لا يعرف شيئا في علم الحديث ولذلك اعتمد في بحثه على القران!!! كيف هو عالم كبير كما وصفوه ولا يعرف شيئا في علم الحديث ؟
وكتاب كسر الصنم يعتمد بالدرجة الأولى على الأحاديث و الروايات ومترجم الكتاب الى العربية هو عبدالرحيم ملا زادة المعروف بـ ابو منتصر البلوشي الوهابي الايراني الهارب من بلاده وهو مشهور بكذبه و نصبه للشيعة وايضا اين صورة هذا المرجع المعاصر للخميني لا بل اعلى مرجعية منه واين صوره مثلا مع مرجعيات قم او غيرها لا نرى له سوى صورة لرجل عجوز يعرضها دائما عبدالرحيم ملا زادة ويتباهى بها على قنوات الوهابية وايضا بما انه درس عند علماء كبار كما يدعون وبما انه لديه اجازات من ايات الله في ايران كما يذكرون فليعرضو علينا اجازة واحدة لديه ثابته من احدهم..ممهورة مختومة ممضية بتوقيعه وايضا من هي هذه الشخصية التي ليس لها اقرباء او احفاد او اصدقاء يعرفون عنها فهل يعقل عالم كبير مثل هذا البرقعي كما يقولون ان لا يكون لديه قريب واحد حتى او زوجة او ولد فعلا شر البلية ما يضحك يدعون انه من اهم علماء الشيعة في ايران واهم من الامام الخميني ومجتهد كبير جدا ولم يعرضو له شهادة واحدة من شهاداته وليس له احد ليعرف عنها وايضا في كتابه المضحك كسر  الصنم لا يمكن حتى لعالم صغير ان يكتب في هذا الكتاب احاديث من مصادر ضعيفة وما شابه فكيف لعالم كبير كما يدعون

الأحد، 6 يناير 2013

حقيقة احمد كسروي

أحمد الكسروي هذه الشخصية التي تفنن الوهابيون وعلماءهم ودور نشرهم على الترويج له وطبع كتبه حتى مستغبيين القراء البسطاء موحين بأن هذا الرجل كان شيعيا حتى العظم لكن الله هداه لما رأى في هذا المذهب من خرافات وأباطيل لا تتواجد أبدا الا فيه
فمن هو احمد الكسروي الذي يشيد ويتفنن فيه الوهابية ويصفوه بالمهتدي أن الحقيقة ان أحمد كسروي هذا كان متحررا من كل قيود الدين ومبادئه وليس فقط من مذهب التشيع وحين كتب ضد التشيع كتب ضده كدين لا كمذهب لأنه الرائج في بلده ايران ولم يظهر منه ميل نحو مذهب آخر كما يحاول الوهابيون أن يروجو والحقيقة ان أحمد كسروي هذا كان علمانيا قوميا في فكره جمعت مقالاته في كتاب اعتبر منهاجا للأدب الفارسي الجديد الذي حارب الفكر الديني باسلوب عصري على حد زعمه وزعم محبي فكره ولست أدري ان كان الوهابية يوافقونه أيضا وقد عبر عنه جلال آل أحمد بما يلي " ان أعمال كسروي مثل حجر جاء من خارج منزلنا ولكننا وضعناه في أساس البناء لأننا كنا نتمرن علي اللادين، وجذبنا نحو جو اللادين والتنور
في كتابه الشيعة والتشيع الذي يطبع بكثرة في السعودية الذي يشيد فيه الوهابية بكثرة لا ينتبه الوهابية الى نقطة في الكتاب حيث انه الكسروي يطعن في الكتاب بطلحة والزبير ومعاوية وأم المؤمنين عائشة وينكر وجود أي مهدي مخلص ويستهزىء بالاستشفاء بالقرآن والأدعية ويعتبر نزول المسيح في اخر الزمان بأنه خرافة فكيف يعتبره الوهابية من المهتدين وفق تعبيرهم
وفي مطالعة بسيطة لما يحويه هذا الكتاب يظهر لنا أن الكسروي هذا أقر للتشيع ما يحتاجه في مواجه خصومه الخرافيين فهو أقر ان التشيع هو مذهب الامام الصادق وأن الصادق نفسه كان يقول بالامامة والتقية وانه من قلب التشيع الى عقائد وكذا فعل ابنه الامام الكاظم موسى وهذا ما ينكره مروجو الكتاب من الوهابية ولست أدري كيف يقوم الوهابيون وغيرهم من اعداء التشييع بطبع هذا الكتاب والترويج له وهو يطعن بالدين والصحابة وامهات المؤمنين على ماذا يراهن مروجو هذا الكتاب هل يروجون على انتقائية القارىء المتخلفة البعيدة عن المنطق السليم والتي ستقوده الى قبول نقد الشيعة من دون أن يتأثر بالحاد المؤلف الظاهر لأعمى البصر والذي لا يظهر لعميان البصيرة الأجلاف ثم الا يثبت من خلال هذا الكتاب لادينية الرجل أم أن ما يقوله هذا الرجل تؤمن به الوهابية فهل صار عداء الصادق والكاظم هو معيار الهداية عند الوهابية فهل هناك وهابيين يؤمنون بأن الصادق أو الكاظم هم من اخترعوا مذهب التشيع ونشروا بدعه أم أن الحقيقة أن هذا الرجل لا يقيم وزنا للدين بشكل عام وهل يوافق الوهابية على طعنه بطلحة والزبير وأم المؤمنين ومعاوية أم يوافقون على رفضه لوجود مهدي او تأثير القران والدعاء أو نزول المسيح
وفي قراءه بسيطة يتضح للقارىء ان الرجل كان عنده مشكلة مع الدين وليس مع التشيع ولكنه ركز على التشيع كونه السائد الانتشار في بلده وكونه الأكثر تأثيرا في المجتمع الذي يعيش فيه فهو يحمل الدين مسؤولية الآفات والتخلف ويدعو الى طرح الدين جانبا والعمل بدين العقل فقط


باختصار ان ظاهرة الكسروي وتعامل اعداء التشيع معها تعطينا فكرة عن حالة الجهل والنفاق التي تعتري بعض المدعين زورا وبهتانا للعلم فهل هؤلاء لا يعرفون حقيقة الكسروي أو أنهم يعرفون ولكن يظهرون خلاف الحقيقة

النواصب والحقد الذي لا ينتهي

التفجيرات الاجرامية الاخيرة التي وقعت منذ ايام في العراق واستهدفت الزوار الشيعة للمقامات المقدسة لا تثبت سوى انه السلسلة الطويلة من الجرائم التي يقوم بها اعداء الدين والانسانية بحق شيعة الامام الحسين(ع) وآل بيته وصحبه الاطهار لم تتوقف بنهاية معركة كربلاء بل هي مستمرة مادام هنالك صنف ممسوخ من البشر لا يحمل من صفات الانسان الا شكله اما الباقي فلا يمكن وصفه بكلمات دالة على مقدار بشاعة وقباحة هذا الصنف المنبوذ الجرائم التي يقوم بها النواصب التكفيريون ضد زوار الامام الحسين(ع) هي تدل على مقدار الاسف الشديد الذي يكنه هؤلاء البغاة لعدم مشاركة اسلافهم في قتل الامام الحسين(ع) وكل من يواليه بل ومحاربة كل ثائر حر وكل فكر حر وان الانسان الحر يقف متحيرا بحق من مدى بشاعة هؤلاء المجرمين الفاقدين لكل الصفات التي تجمعهم بعالم الانسان وبكل المبادئ والقيم الروحية واهم من يتصور ان معركة كربلاء انتهت في وقتها فمنذ نهايتها والطواغيت ووعاظ السلاطين واتباعهم الرعاع يواصلون مسلسل الاجرام المستمر من العراق وباكستان وافغانستان بكل وسيلة ما هو الا دليل على مقدار الكم الهائل من الانحراف والسقوط في الجهل والتخلف وان الفكر الذي يدعو الى هكذا افعال اجرامية لا تستحق حتى مجرد النظر اليها فضلا عن احترام اصحابها الداعين لها نعم نجد اعداء لكل فكر او عقيدة او سلوك اما ان يصل العداء والتدخل في حرية وعقيدة وسلوك الاخرين الى هكذا اجرام مفضوح تأباه كافة الشرائع والتعاليم فذلك امرا مريعا لا يمكن السكوت عنه مهما بلغت الاعذار ان سقوط الشهداء في كل زمان ومكان سوف لن يمنع مسيرة الاحرار من السير مهما وصلت نذالة المجرمين من انحدار

المجد والرحمة والخلود لكل الشهداء والخزي والنار والعار لكل النواصب المجرمين ومن يؤيدهم

صلاح الدين والبطولة الزائفة

يحار المرء في الوصول إلى حقيقة شخصية صلاح الدين، وسبر أغوار نفسيته المقلقلة، خاصة وهو بطل معركة حطّين، التي انتهت في الرابع من تموز عام 1187 م بتحرير القدس من أيدي الصليبيين، وتحقيق نصر مؤزر عليهم. ولكن المنصف إذا أبحر بعمق، في سفينة المؤرخ والمفكر الكبير السيد حسن الأمين عبر كتابه ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين)، يمكن أن يصل إلى شاطئ فيه الكثير من الصور واللوحات، التي تعبر إن لم يكن عن كل الحقيقة فعن أكثرها جلاء في حياة هذا الرجل. يقول السيد الأمين أن صلاح الدين الأيوبي (لم يكد يطمئن إلى النصر الرائع في تلك المعركة، حتى أسرع إلى القيام بعمل لا يكاد الإنسان يصدقه، لولا أنه يقرأ بعينيه تفاصيله الواضحة، فيما سجله مؤرخو تلك الحقبة، المؤرخون الذين خدرت عقولهم روائع استرداد القدس، فذهلوا عما بعده، لم تتخدر أقلامهم فسجلوا الحقائق كما هـي، وظل تخدير العقول متواصلاً من جيل إلى جيل، تتعامى حتى عما هـو كالشمس الطالعة، حصل بعد حطين أن صلاح الدين الأيوبي آثر الراحة بعد العناء، والتسليم بعد التمرد، فأسرع يطلب إلى الإفرنج إنهاء حالة الحرب وإحلال السلام )(1). ولكي يتوصل صلاح الدين إلى إحلال السلام وإنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، رضخ بصورة مذهلة وغريبة إلى كل الشروط التي اشترطوها عليه أثناء المفاوضات، ومنها: التنازل للصليبيين عن الكثير من المدن التي كان صلاح الدين قد استردها منهم بالحرب00 حيفا - يافا - قيسارية - نصف اللد ونصف الرملة - عكا - صور - وسوى ذلك، حتى صارت لهم فلسطين إلاّ القليل(2). إضافة إلى ماوراء ذلك من اعتراف بوجودهم وإقرار لاحتلالهم، ورفع العنت والمعاناة عن رقابهم الموضوعة تحت سيوف المجاهدين، وإعطائهم الفرصة الذهبية للراحة، والاستعداد التام للانقضاض على القدس من جديد، الأمر الذي حصل فعلاً بعد موت صلاح الدين. ويقول الدكتور حسين مؤنس: (ثم دخلوا في مفاوضات مع صلاح الدين انتهت بعقد صلح (الرملة)، الذي نصّ على أن يترك صلاح الدين للصليبيين شريطاً من الساحل، يمتد من صور إلى يافا، وبهذا العمل عادت مملكة بيت المقدس - التي انتقلت إلى طرابلس - إلى القوة بعد أن كانت قد انتهت، وتمكن ملوكها من استعادة الساحل حتى بيروت ... وبذلك تكون معظم المكاسب التي حققها صلاح الدين - فيما عدا استعادته لبيت المقدس - قد ضاعت)(3). • متى يكون الجنوح للسلم؟ إنه لأمر غريب حقاً وعجيب جداً بل ومريب، أن يجنح إلى السلم قائد مظفر لجيش منتصر، ثم إن هذا الذي جنح إليه صلاح الدين، هل هو سلم أم استسلام؟!. قال الله تعالى في محكم التنزيل (( وإن جنحوا للسَّلم فاجنح لها وتوكل على الله )) (الأنفال:61). يلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد اشترط في هذه الآية الكريمة، أن يجنح المعتدون أنفسهم إلى السلم، فيجنح إليه عندئذ المسلمون، وهذا يعني أن الهزيمة الأكيدة قد حاقت بالأعداء، ولاحت لهم بوادرها، فجبنوا عن متابعة الحرب، وجنحوا إلى طلب الصلح حفظاً على أرواحهم وأنفسهم، ولم يعودوا مؤهلين إلى تقديم شروط، وباتوا مستعدين للاستجابة للشروط التي يفرضها عليهم المسلمون، وغني عن البيان أن المسلمين بما هم مكلفون بتبليغ الإسلام إلى البشرية جمعاء، وبما هم مأمورون به من العدل والإنصاف، وتأليف قلوب الكفار ليسلموا لله ويؤمنوا بالحق الذي جاء من عنده، لن يشتطوا في شروطهم، ولن يجعلوها شروطاً تعجيزية مجحفة، بل سيقتصرون من الشروط على سبيل المثال لا الحصر على: - فتح الطريق أمام حرية الدعاة في التبليغ ونشر نور الرسالة الربانية. - استرداد الأسرى من المؤمنين - إن كان هناك أسرى - أو تبادلهم مع الأسرى من الكفار المقاتلين. - الجلاء التام الكامل عن كل شبر من الأرض الإسلامية، التي دخلها الكفار أو احتلوها أثناء الحرب. - وربما دفع جزية للمسلمين، حتى لا يفكر الكفار مستقبلاً في نقض هذه الشروط. ولكن شيئاً من هذا لم يحصل بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين المعتدين، فما الذي حصل إذن؟: 1- إن صلاح الدين هو الذي طلب الصلح والهدنة، وبادر إليها رغم أنه المنتصر في معركة حطين التي انتهت بتحرير القدس. 2- الصليبيون استغلوا استغلالاً كبيراً هذه المبادرة السلمية من صلاح الدين، وفرضوا عليه شروطهم كاملة. 3- لم يحقق صلاح الدين أياً من مقتضيات الجنوح الإسلامي إلى السلم، فالصليبيون لا يزالون محتلين لمنطقة كبيرة جداً من البلاد الإسلامية. 4- وزاد من سوء هذا الجنوح إلى السلم تنازل صلاح الدين للصليبيين عن مناطق أخرى ومدن مهمة كانت في يد صلاح الدين. كل هذا في الوقت الذي لم يكن فيه صلاح الدين في حالة ضعف أو تقهقر، بل كان في حالة عظيمة من الانتصار والتقدم والقوة، بل وكان الخليفة الناصر العباسي يلح عليه في أن يمده بجيش الخلافة، وكان ذلك إيذاناً بنصر كاسح على الصليبيين المعتدين، سيؤدي إلى طردهم خارج البلاد الإسلامية، والتنكيل بهم تنكيلاً يجعل الرعب يدب في قلوب من خلفهم من الكفار، بحيث لا يراودهم أي أمل ولو في مجرد التفكير مستقبلاً بالاعتداء على ديار المسلمين، طبقاً لقوله عز من قائل (( فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذّكرون )) (الأنفال:57). • لماذا جنح صلاح الدين إلى السلام مع الصليبيين؟ هنا لابد أن يثور في الفكر سؤال كبير، وبحث عن السبب الذي دفع صلاح الدين إلى إيقاف الحرب مع الصليبيين، والجنوح الشديد نحو مسالمتهم وعقد معاهدة الصلح معهم بهذا الشكل المريب، وهو السؤال الذي لم يبخل التاريخ بالإجابة عنه بصراحة ووضوح، ومن قبل أقرب المقربين من المؤرخين إلى صلاح الدين. لو كان صلاح الدين مجاهداً في سبيل الله والإسلام، لالتزم بالتعاليم الإسلامية بشكل عام، وبالأحكام المتعلقة بالسلم والحرب بشكل خاص، وواقع الحال يؤكد غير ذلك(3أ). ولو كان صلاح الدين بطلاً قومياً كما يدّعون له، لاختار أن يستمر في الحرب حتى يطهر الأرض العربية من رجس الغزاة المعتدين، ويكنس منها كل أثر للصليبيين، قبل أن يفكر بالخلود إلى الراحة والدعة، وموادعة أعداء الأمة، الرابضين في أهم مدنها وبقاعها، والجاثمين فوق صدور أبنائها. • فماذا كان صلاح الدين الأيوبي إذن؟ إنه لا مفر أمامنا من الاعتراف، أن صلاح الدين الأيوبي ما هو إلاّ طالب لسلطة وملك حازهما بكل خسة ونذالة، وطامح لمجد شخصي ناله بالغدر والخيانة، ولم تكن الدواعي الإسلامية والدوافع القومية لتخطر على باله، أو لتحتل حيّزاً ولو صغيراً في قلبه. ومن هنا فقط، نستطيع أن نفهم مبادرته لإيقاف الحرب، وسعيه الحثيث لعقد الصلح مع الصليبيين،ومحاولاته المتكررة لثني الخليفة العباسي الناصر عن إرسال أي جيش إلى فلسطين لمعاضدة صلاح الدين في قتال الصليبيين وطردهم من الديار الإسلامية(4). كان نور الدين زنكي ولي نعمة صلاح الدين، قد طلب إليه أن يزحف من مصر، في حين يزحف نور الدين من الشام، ويحصرا الصليبيين بين الجيشين مما يسهل القضاء عليهم، فأبى ذلك صلاح الدين، لأنه اعتقد أنه إذا زال الصليبيون أصبح تابعاً لنور الدين، ولما أدرك أن نور الدين عازم على القدوم بنفسه إلى مصر ليؤدبه، احتمى منه بالصليبيين كما نص على ذلك ابن الأثير وأبو شامة وابن العديم وغيرهم(5). يقول أبو شامة: (وكان نور الدين قد شرع بتجهيز السير إلى مصر لأخذها من صلاح الدين، لأنه رأى منه فتوراً في غزو الفرنج من ناحيته، فأرسل إلى الموصل وديار الجزيرة وديار بكر، يطلب العساكر ليتركها بالشام لمنعه من الصليبيين، ليسير هو بعساكره إلى مصر، وكان المانع لصلاح الدين من الغزو، الخوف من نور الدين، فإنه كان يعتقد أن نور الدين، متى زال عن طريقه الفرنج، أخذ البلاد منه، فكان يحتمي بهم عليه ولا يؤثر استئصالهم )(6). وياليت الله مدّ في عمر نور الدين ريثما يزيل هذا الجاحد للنعمة، المتخاذل عن النصرة، فيتغير بذلك وجه التاريخ، ولا يبقى للصليبيين أثر في البلاد الإسلامية، ولكن نور الدين أتاه أمر الله الذي لا يرد، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولتكون أمام صلاح الدين الفرصة ليعيد هذا الموقف نفسه مرة ثانية مع الخليفة الناصر العباسي، (ولتنكب الأمة نكبة أخرى بتمزيق صفوفها، وتوريث بلادها كما تورث القرى والمزارع لورثة صلاح الدين، فتعاد القدس التي سفكت دماء المسلمين في سبيل استردادها، تعاد بسبب ترتيبات صلاح الدين إلى الصليبيين)(7). (هنا أيضاً وقف صلاح الدين الموقف نفسه من الخليفة الناصر، فرفض قدوم جيش الخلافة لقتال الصليبيين والقضاء عليهم، لأنه اعتقد أنه سيصبح والياً من ولاة الخليفة تابعاً له)(8). وأمام الرسالة الأخيرة التي أرسلها الخليفة الناصر، والتي لم يفصح العماد الأصفهاني عن شيء من مضمونها، والتي استشعر صلاح الدين الشدة فيها، والإصرار على إرسال جيش قوي لطرد الصليبيين، قرر صلاح الدين في نفسه التمرد على الخليفة، إلى حد قتال جيشه لو جاء إلى فلسطين. ولذلك فقد راح يهيئ وسائل المقاومة ويرتب المحالفات، وخاصة بعدما جاءت الأخبار بقدوم حملة صليبية ألمانية كبيرة، اجتازت القسطنطينية وشقت طريقها في الأناضول، ودخلت مدينة قونيه وتحالفت مع الملك السلجوقي قلج أرسلان. فمن جهة حاول صلاح الدين أن يلين للخليفة الناصر، ويطمئنه على قدرته على القيام وحده بواجب صد هذه الحملة وردها على أعقابها، فأوفد رسولاً إليه، وزوده برسالة يقول فيها: ( والخادم منفرد في عبء هذا الفادح الباهظ بالنهوض، وهو واثق بأن بركات الدار العزيزة تدركه ولا تتركه، وأن الذي يستبعد مـن النصر القريب يتسق ويتسع بـه سلكه ومسلكه إن شـاء الله)(9). ومن جهة ثانية، كان يوقع معاهدة الصلح والسلام مع الصليبيين، وينزل عند شروطهم، ويتنازل لهم عما كان في يده وتحت سلطانه من مدن فلسطين وغير فلسطين، ويتحالف معهم لقتال جيش الخليفة إن هو جاء إلى فلسطين. فما أن تم له إنجاز هذا التحالف واستكمال متطلباته، حتى كتب إلى الخليفة معلناً رفض أمراء جيشه مواصلة القتال، وبالتالي تململهم من قدوم جيش الخليفة، لأن العسكر قد أنهكتهم الحرب حتى سئموا وملوا وضجروا وكلّوا(10). على أن صلاح الدين الذي أبرم هذا الصلح مع الصليبيين أعداء الأمة الإسلامية، ورسم هذه الصورة الهزيلة لجيشه، زاعماً في رسالته للخليفة أن جيشه قد ملّ القتال وسئم الحرب، وغدا عاجزاً ضعيفاً عن مواصلة الكرّ والفرّ، كان يعدّ لحرب جديدة، ولكن لا لإنقاذ الوطن الإسلامي مـن خطر الصليبيين هذه المرة، وإنما لتوسيع رقعة مملكته الخاصة على حساب ممالك إسلامية أخرى، (لأن إنقاذ الوطن الإسلامي من الصليبيين يحد من نفوذه ويقلل من هيمنته، أما القتال في مناطق أخرى، فإنه يزيد من نفوذه ويكثر من هيمنته، فإذا ضمن ذلك فليبق الصليبيون في بلاد الشام، ولو أن المناطق التي عزم على القتال فيها، هي مناطق أجنبية يريد إدخالها ضمن المناطق الإسلامية لهان الأمر، ولكن صلاح الدين الذي عزم على مسالمة الصليبيين وإنهاء الحرب معهم والتسليم بوجودهم، صلاح الدين هذا كان يخطط لغزو البلاد الإسلامية، وسفك دماء المسلمين، تحقيقاً لمطامعه الشخصية، عزم على ترك الصليبيين في أمان، واتجه لترويع المسلمين الآمنين)(11). ويذكر ابن الأثير في تاريخه، وابن كثير في البداية والنهاية، أن صلاح الدين كان عازماً على أن يغزو بنفسه بلاد الأناضول، التي كانت وقتذاك بلاداً إسلامية، يحكمها أولاد قلج أرسلان السلجوقي، وأن يوجه أخاه (العادل) لغزو بلاد (خلاّط) والدخول منها إلى أذربيجان، ومن ثم بلاد العجم، لكن المنية عاجلت صلاح الدين، وحالت بينه وبين الإقدام على جريمة أخرى من جرائمه الكثيرة في حق الإسلام والمسلمين، كما حالت من قبل بين نور الدين زنكي وبين السير إلى مصر، لإنزال عقوبة الموت بصلاح الدين الذي نكل بوعده ونكص عن التوجه لقتال الصليبيين، حسب الخطة التي رسمها لـه نور الدين زنكي، وليُّ نعمته وصاحب الفضل الذي لا ينكر عليه. • ما الذي فعله صلاح الدين؟ وقبل أن نصل إلى ختام هذا البحث، نسأل أنفسنا والتاريخ هذا السؤال المهم عما فعله حقاً صلاح الدين، ونستنطق التاريخ فنجده يقول بكل صراحة: 1- قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية في مصر، وأباد المكتبات العظيمة التي أنشاؤها، وشتت الكتب التي سهروا طويلاً على جمعها وترتيبها، ووضعوها بين أيدي العلماء، لينهلوا من معينها الفياض، ونكّل بأتباعهم وأشياعهم بكل قسوة ووحشية. هذه الدولة العظيمة، التي كانت طوال فترة حكمها، السدّ المنيع أمام أطماع الروم البيزنطيين، والحارس القوي اليقظ على ثغور دولة الإسلام، سواء في الشام بالمشرق، أو في إفريقيا بالمغرب، متابعة في ذلك الدور العظيم، الذي كانت تقوم به قبلها الدولة الحمدانية في حلب، بقيادة سيف الدولة الحمداني، والتي قضى عليها هي الأخرى أسياد صلاح الدين وآباؤه. لقد كانت الدولة الفاطمية، في صراع دائم وثابت مع الروم البيزنطيين، ورغم كل الحشود الضخمة والجهود الحثيثة، والإصرار من قبل البيزنطيين للوصول إلى القدس، فإن الفاطميين استطاعوا بصمودهم وشجاعتهم صدّ هؤلاء عن القدس، بل عن كل البلاد الإسلامية في المشرق والمغرب على السواء، وظلت الضربات الفاطمية تلاحقهم حتى ردتهم إلى أنطاكية، ولما حاق الفشل الذريع بالإمبراطور البيزنطي، عاد آيباً إلى القسطنطينية، حيث مات فيها مقهوراً في أوائل سنة 971 م (12). 2- اكتفى صلاح الدين بالنصر الذي حققه في معركة حطين، والتي انتهت بانتزاع القدس من أيدي الصليبيين، وبدلاً من متابعة الحرب، واضعاً يده في يد الخليفة الناصر العباسي حتى طرد الصليبيين من كافة الأرجاء والمدن الإسلامية، آثر مصلحته الشخصية في بسط نفوذه على بلاد الشام، وتمكين ملكه فيها، بعيداً عن نفوذ الخليفة، أو تدخله في شؤون تصريفه لأمور مملكته هذه. ولتحقيق هذه الغاية بادر إلى مسالمة الصليبيين وموادعتهم، بل إلى التحالف معهم لقتال جيش الخلافة لو جاء إلى فلسطين، هذه المسالمة التي تنازل صلاح الدين مـن أجل الوصول إليها، عن معظم مدن فلسطين ولبنان للصليبيين، واعترف لهم بشرعية وجودهم فيها خلافاً لتعاليم الإسلام ورغبة المسلمين، بما فيهم الخليفة الناصر العباسي. 3- في عام 1190 م أصدر صلاح الدين مرسوماً دعا فيه اليهود إلى الاستيطان في القدس، وكان الصليبيون أثناء فترة احتلالهم للمدينة قد حظروا على اليهود الإقامة فيها، وحين زار الحاخام اليهودي (يهوذا بن سليمان الحريزي) (القدس عام 1216 م) وجد فيها جماعة يهودية معتبرة، مكونة من مهاجرين من فرنسا والمغرب وسكان عسقلان السابقين(13). وترد الموسوعة اليهودية إصدار ذلك المرسوم، إلى نفوذ اليهودي موسى بن ميمون طبيب صلاح الدين، فتقول بشكل صريح وواضح كل الوضوح: (استخدم ابن ميمون نفوذه في بلاط صلاح الدين لحماية يهود مصر، ولما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد وابتناء كُنُسٍ ومدارس)(14). ويشير الدكتور جورج طرابيشي إلى هذا النفوذ بقوله: (بعد أن فتح صلاح الدين القدس، استحصل ابن ميمون لأبناء ملّته على إذن في التوطن فيها وفي فلسطين بصفة عامة)(15). وبهذا المرسوم انفتح الطريق منذ ذلك اليوم لقيام دولة إسرائيل، وما وصلت إليه في عصرنا الحاضر من طغيان وفساد في الأرض. 4- قبل أن يموت صلاح الدين، قام بتقسيم البلاد التي كان يحكمها بين ورثته على الشكل الذي يحدده ابن كثير كما يلي: - مصر: لولده (العزيز عماد الدين أبي الفتح). - (دمشق وما حولها) لولده (الأفضل نور الدين علي). - (حلب وما إليها) لولده (الظاهر غازي غياث الدين). - (الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدان كثيرة على قاطع الفرات) لأخيه (العادل). - (حماه ومعاملة أخرى معها) لابن أخيه (الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر). - (حمص والرحبة وغيرها) لابن عمه (أسد الدين بن شيركوه). - (اليمن) جميعه بمعاقله ومخاليفه لأخيه (ظهير الدين سيف الإسلام طفتكين بن أيوب). - (بعلبك وأعمالها) لابن أخيه (الأمجد بهرام شاه بن فروخ شاه). - (بصرى وأعمالها) لـ (الظافر بن الناصر). ويضيف ابن كثير بعد هذا النص قائلاً: (ثم شرعت الأمور بعد صلاح الدين تضطرب وتختلف في جميع الممالك)(16). ويقول الدكتور حسين مؤنس واصفاً تلك القسمة: (قسم صلاح الدين الإمبراطورية ممالك بين أولاده واخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة يملكها، لا وطناً عربياً إسلامياً ضخماً يملكه مواطنوه!)(17). ثم يقول عما آل إليه الحال بين ورثة صلاح الدين: (عملوا أثناء تنافسهم بعضهم مع بعض، على منح (بقايا الصليبيين) في أنطاكية وطرابلس وعكا امتيازات جديدة، فتنازل لهم السلطان (العادل) عن الناصرة، وكانت بقية من أهل مملكة بيت المقدس الزائلة قد أقامت في عكا، واستمسكت بلقب (ملوك بيت المقدس)، فاعترف لهم به هذا (العادل) في ثلاث معاهدات... وحاول الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب، أن يتحالف مع الصليبيين على عمّه (العادل)... وعندما أقبل الإمبراطور فريدريك الثاني يقود الحملة الصليبية السادسة ونزل عكا سنة 1227 م، أسرع الملك (الكامل) سلطان مصر وتنازل له عن بيت المقدس وجزء من أرض فلسطين يمتد من الساحل إلى البلد المقدّس، ووقّع معاهدة بذلك في 18 شباط 1229 م، وفي سنة 1244 م تقدم أيوبي آخر هو الصالح إسماعيل صاحب دمشق، فجعل للصليبيين الملكية الكاملة لبيت المقدس، وسلم لهم قبة الصخرة)(18). ويعقب السيد الأمين على ذلك فيقول: (لم يكد صلاح الدين يموت، حتى استقل كل واحد من ورثته بما ورثه عن صلاح الدين، وتمزقت البلاد وفقدت وحدتها، وتشتت الشعب قطعاً قطعاً لا تربطها رابطة، ولم يقنع كل وارث بما ورثه، بل راح كل واحد منهم يطمع فيما في يد غيره، ويستعين على غريمه بالصليبيين، ففي سنة 638 هـ سلم الصالح إسماعيل صاحب دمشق للصليبيين صيدا وهونين وتبنين والشقيف، ليساعدوه على ابن أخيه الصالح أيوب صاحب مصر، وفي سنة 625 هـ شباط 1229 م سلم الكامل والأشرف ولدا العادل - أخي صلاح الدين - القدس وما حولها، للملك الصليبي فريدريك الثاني، وسلماه معها الناصرة وبيت لحم وطريقاً يصل القدس وعكا، ليساعدهما على أقربائهما، ويصف ابن الأثير وقع هذه الرزية على العالم الإسلامي بقوله: (واستعظم المسلمون ذلك وأكبروه، ووجدوا له من الوهن والتألم ما لا يمكن وصفه)(19). فماذا بقي لصلاح الدين هذا مما يمكن أن يتفاخر به مؤيدوه بتحرير القدس، وقد أدت تصرفاته الرعناء ومطامعه الشخصية، إلى أن يعود الصليبيون إلى القدس؟!. إن هذه الحقائق عن مخازي صلاح الدين الأيوبي، لم ينفرد بها السيد الأمين ولم يخترعها من عند نفسه، وإنما انتزعها من بطون كتب التاريخ، وخاصة من المؤرخين الذين عاصروا صلاح الدين، والفترة التي تلت عصره، وكانوا من المقربين إليه والأثيرين عنده، وقام مشكوراً بجهد كبير ليكشف لنا هذه الحقائق الناصعة، مأخوذة من مؤرخين لا يرقى الشك إلى ولائهم لصلاح الدين، وبالتالي إلى صدق ماكتبوه عنه وعن ورثته، من مثل العماد الأصفهاني، والقاضي بهاء الدين بن شداد، وابن الأثير وابن كثير والنعمان بن محمد، والمقريزي وابن القلانسي ومن إليهم، ونقله عنهم بعد ذلك جمع كثير من المؤرخين المعاصرين، منهم الدكتور حسن إبراهيم حسن، والدكتور طه أحمد شرف، والدكتور حسين مؤنس، وسواهمختام البحث: هذا هو صلاح الدين الأيوبي، وهذه هي شخصيته الحقيقية كما أفصح عنها التاريخ، لم يكن مجاهداً إسلامياً، ولا بطلاً قومياً عربياً، وإنما كان مجرد طالبٍ لسلطة، وطامع بملك، وقد نالهما عبر مراحل طويلة من خداعه للمسلمين والعرب، فباسم الجهاد سالم الصليبيين بل وتحالف معهم، وباسم الجهاد قاتل شعوباً إسلامية، وقضى على دول إسلامية في مصر واليمن وسواهما، وكان قاسياً جداً لدرجة الوحشية مع المسلمين الذين يحكمهم، ومتسامحاً لدرجة مريبة جداً مع اليهود والصليبيين. ولا بأس أن ننقل في هذا الختام، حديث الدكتور حسين مؤنس عن سيرة صلاح الدين مع الشعب، والمعاملة السيئة والقاسية التي كان هو وعماله يعاملون بها الناس: (كانت مشاريعه ومطالبه متعددة لا تنتهي، فكانت حاجته للمال لا تنتهي، وكان عماله من أقسى خلق الله على الناس، ما مرّ ببلده تاجرٌ إلاّ قصم الجُباةُ ظهره، وما بدت لأي إنسان علامة من علامات اليسار إلاّ أُنذر بعذاب من رجال السلطان، وكان الفلاحون والضعفاء معه في جهد، ما أينعت في حقولهم ثمرة إلاّ تلقفها الجُباةُ، ولا بدت سنبلة قمح إلاّ استقرّت في خزائن السلطان، حتى أملق الناس في أيامـه، وخلّفهم على أبواب محن ومجاعات حصدت الناس حصداً)(20). هذا هو صلاح الدين الأيوبي على حقيقته الكاملة، ولكن الناس خدّرتهم أنباء الفتوحات المزيفة والبطولات الموهومة، فلم يعودوا يميزون بين الغث والثمين، ولا بين الصدف والجوهر، وكل هذا بفضل التعتيم المستمر على حوادث التاريخ، والتزوير المخطط من قبل حواشي السلاطين. أضف إلى ذلك، أن الناس عندما يهبطون إلى درك من الضعف والعجز، يحاولون أن يفتشوا عن بطولات لهم في التاريخ، وعندما لا يجد هؤلاء لهم أبطالاً حقيقيين، لا يضيرهمأن يستظلوا تحت سقف أبطال مزيفين، ولا يكتفون بذلك بل يجعلون منهم أبطالاً أسطوريين، يقاتلون طواحين الهواء باسمهم وتحت راياتهم، ولله في خلقه شؤون، والحمد لله رب العالمين
 من كتاب صلاح الدين
الأيوبي بين العباسيين والفاطميين الصليبيين
للسيد حسن الامين

من تاريخ الوهابية الاسود مجزرة كربلاء

من أبشع ما إرتكب أتباع المتطرف محمد بن عبد الوهاب بحق العرب المسلمين مجزرة تسمى مجزرة كربلاء ، تم الأمر في كربلاء الشيعية بالقرن التاسع عشر في نيسان إبريل العام 1802 و ذلك في عهد الدولة السعودية الأولى حيث سيطروا على الجزيرة العربية و منعوا غيرهم من الحج و بالذات أتباع الدولة العثمانية ثم إنتقلوا لتحطيم كل شواهد القبور بما فيها قبور الصحابة و الأولياء و كل الشواهد ، بعدها إنتقلوا لكربلاء و فعلوا فيها مجزرة..هذا التقرير من السفارة الروسية بالآستانة و رفع للقيصر الكسندر الأول عما حدث.. إليكم التقرير: رأينا مؤخراً في المصير الرهيب الذي كان من نصيب ضريح الإمام الحسين مثالاً مرعباً على قساوة تعصب الوهابيين. فمن المعروف أن هذه المدينة قد تجمعت فيها ثروات لا تعد ولا تحصى وربما لا يوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي. لأنه كانت تتوارد على ضريح الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والأحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة… وحتى تيمورلنك صفح عن هذه الحضرة، وكان الجميع يعرفون أن نادر شاه قد نقل إلى ضريح الإمام الحسين وضريح الإمام علي قسماً كبيراً من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثرواته الشخصية وها هي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح الأول تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل. فقد كانوا دوماً يحلمون بنهب هذه المدينة وكانوا واثقين من نجاحهم لدرجة أن دائنيهم حددوا موعد تسديد الديون في ذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه أحلامهم. وأخيراً، ها قد حل اليوم، وهو 20 نيسان (إبريل) 1802. فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين. وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات، تركوا كل ما تبقى للنار والسيف… وهلك العجزة والأطفال والنساء جميعاً بسيوف هؤلاء البرابرة. وكانت قساوتهم لا تشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهاراً… وبنتيجة هده الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آلاف شخص… ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل. وبعد النهب والقتل دمروا ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء وحطموا المنائر والقباب خصوصاً لأنهم يعتقدون بأن الطابق الذي بنيت منه مصبوب من الذهب. وبهذه الصبغة نفسها تقريباً، يصف منجين تدمير كربلاء ولكنه يقول أن الوهابيين أقدموا على مجزرة في المدينة، غير أنهم رأفوا بالنساء والأطفال والشيوخ والعجزة. ودمروا قبة ضريح الحسين. وحصل الوهابيون على أغنى الغنائم، ومنها مرصعة بالأحجار الكريمة، ولؤلؤة هائلة بحجم بيضة الحمام وقد استأثر سعود شخصياً بالسيوف واللؤلؤة. واستولوا كذلك على مزهريات وفوانيس من المعادن النفسية وحلى ذهبية ملبسة على الجدران وسجاجيد فارسية ونحاس ملبّس بالذهب من السطوح. ووقعت في أيدي الوهابيين كذلك احتياطيات فوطات كشمير والأقمشة الهندية وألفان من السيوف العادية وألفان وخمسمائة بندقية وعبيد سود ومبالغ طائلة من النقود المعدنية. واستمر النهب ثماني ساعات. وعند الظهر غادر الوهابيون كربلاء وكتب المؤرخ (الوهابي) أبن بشر عن هذا الحادث يقول: “سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد أرض كربلاء… فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوا عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت. وهدموا القبة الموضوعة (بزعم من أعتقد فيها) على قبر الحسين. وأخذوا ما في القبة وما حولها كما أخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر، وأخذوا أيضاً جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها قريب ألفي رجل كانت تلك صفحة من وحشية الوهابيين تجاه الغير..صفحة قذرة تكررت بحق كل قبائل الجزيرة العربية التي أشبعوها تنكيلا و استباحة و قتل و نهب ، هم أنفسهم من سحقهم إبراهيم باشا بن محمد علي و دمرهم و الى اليوم كثير منهم يحملون الحقد على مصر لذلك السبب

ابرز جرائم ابن التيمية المسكوت عنها

احدى جرائم ابن تيمية بحق الشيعة المسكوت عنها والتي لا يدري بها احد الا فيما ندر


في سنة 704 هـ‏:‏ توجه أبن تيمية في ذي الحجة من دمشق ومعه الأمير بهاء الدين قراقوش المنصوري إلى أهل جبل كسروان الشيعي في لبنان يدعوهم إلى الطاعة فلم يجيبوا‏.‏ فجمعت العساكر لقتالهم‏.‏ وفي المحرم 705هـ‏:‏ نازلهم وخرب ضياعهم ووضع فيهم السيف وقتل أكثر من خمسون ألفأ من الشيعة الكسروانيين أي ما يوازي 0.1 % من الجنس البشري في ذلك الزمان
هذه الواقعة تعتبر من أبشع مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبت ولم يسلط الضوء عليها بشكل جيد مع انها قضت على الوجود الشيعي في تلك المنطقة وشمال لبنان

الأربعاء، 2 يناير 2013

تقية قنوات الوهابية

تتحفنا قناة وصال الوهابية ببرنامج اسمه الاحواز المنسية والطريف انه تستعمل تسمية الاحواز التي تطلق على اقليم خوزستان الايراني ذات الغالبية العربية رغم انه هذه التسمية هي اصلا اطلقها حزب البعث المنحل في العراق لكن المثير للعجب انه تزعم هذه القناة مثلها مثل القنوات الوهابية عن وجود سنة عرب في اقليم خوزستان الايراني رغم انه كل المصادر تؤكد انه كل سكان هذا الاقليم العربي هم من الشيعة العرب ربما تزعم تلك القناة ذلك حتى لا تحرج نفسها وتعطي اهمية انه تهتم لاقليم عربي شيعي وايضا في محاولة لتأثير على شيعة هذا الاقليم في محاولة لتسنين سكانه مثل عادة هذه القناة واختها الصفا الا انه سكان العرب الاهوازيين لم ينخدعو في هذه القنوات رغم كل الاغراءت التي يمارسها الوهابيين هناك الذين يحاولون استغلال مشكلة السكان العرب هناك مع الحكومة الايرانية عبر ايهامهم انه لا بد من التسنن حتى يلتفت باقي العرب في الدول العربية والاسلامية اليهم لكونهم شيعة لن يسال عنهم احد ورغم ذلك انه السكان هناك لم ينخدعو بهذه الاغراءات السامة المشبوهة لانه عرب خوزستان او الاهواز يعرفون جيدا انه ينظر اليهم العرب السنة في دول الجوار نظرة لا تنفصل عن تلك النظرة البتراء التي ينظرون بها الى شيعة العرب في الدول العربية ومما لا شك فيه من هدف هذه القنوات انهم يفضلون في المشهد الايراني ان يمارسوا التجزءة والفصل القسري لتلك النظرة من منطلقات ليتها كانت قومية بل هي طائفية في الباطن وعربية شوفينية في الظاهر وبغض النظر عن حقيقة ما يجري في الاهواز وبغض النظر عن نظرتنا للشيعة العرب هناك في تلك المنطقة التي تخضع بحكم القانون للحكومة الايرانية ومعترف بها دوليا فان العرب ونخبهم القومية الشوفينية ترى الشيعة في الاهواز هم عرب فيما الشيعة في باقي الدول العربية هم عجم فرس صفويون مجوس وغيرها من التسميات التي يطلقها الطائفيين العرب على الشيعة العرب هذه النظرة الى شيعة العرب مقابل النظرة المعاكسة الى نظائرهم في خوزستان او الاهواز تحمل في طياتها اهداف شوفينية وطائفية لا يمكن ان ينخدع بها اي مراقب محايد او محلل سياسي لانها لا تنطلق من نوايا صادقة ولا بدوافع انسانية فهي تكشف الازدواجية الواضحة للشخصية الطائفية العربية ونفاق اهلها كما تؤكد طريقتهم في التعامل مع القضية الفلسطينية التي كل اهلها سنة تشير الى انهم حاقدون وطائفيون

قنوات الوهابية شر البلية ما يضحك

  1. بثت قناة وصال في شريطها الاخباري خبرا يفيد عن تسنن 400 الف شيعي ايراني بفضل قناة وصال الفارسية وهذا ليس غريبا على قناة مثل وصال او صفا لكون هذه القنوات وجدت اصلا لتطعن بالشيعة وعقائدهم لكن المضحك انهم لا يعرفون ان يكذبون كذبة تصدق يعني على هذه الحال لن يبقى شيعي واحد في العالم اذا كل مرة يتسنن 400 الف او مليون شيعي ثم على اي اساس او مستند استندت عليه قناة الوصال التي تسنن من تريد على هذه الحال يمكن لقناة فدك ان تشيع مليون سني وتكتب ذلك في شريطها الاخباري هذه القنوات الوهابية التي تفتقد لشرف المهنة والصدقية في كل مرة تكتب وتنشر تسنن فلان هنا تسنن فلان هناك مثلما روجت مرة قناة الصفا عن تسنن الدكتور السعودي منير البقشي وعائلته الامر الذي دفع الدكتور البقشي الى الرد والنفي شخصيا هذه الاكذوبة واصفا قناة الصفا والعاملين عليها بالحقيرة هذه القنوات التي سبق لها ان سننت قرى شيعية سعودية بالكامل في محافظة الاحساء او سننت في البحرين او سوريا لذلك ليس مستغرب ان تاتي وتسنن غدا السيد علي خامنئي او السيد حسن نصرالله لانها قنوات هدفها الفتنة والاكاذيب اولا واخرا لا تنطلي الا على السذج وخاصة السذج المراهنين على هذه القنوات